الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بمناسبة مئوية النشاط الشيوعي ببلادنا: "مساريون لتصحيح المسار" يصدرون هذا البيان

نشر في  05 أفريل 2021  (22:03)

بمناسبة الاحتفاء بالذكرى المئوية للنشاط الشيوعي ببلادنا (1921-2021) أصدرت مجموعة "مساريون لتصحيح المسار"  بيانا جاء فيه ما يلي:

 "تحتفي القوى التقدمية التونسية هذه الأيام بالذكرى المئوية لبعث أول نواة شيوعية ببلادنا يوم 27 مارس 1921بمدينة فيري فيل (منزل بورقيبة حاليا). وقد تميز الاحياء بمبادرات أكاديمية وجمعياتية عديدة حيث أنجزت نشاطات متنوعة، من معارض وندوات تاريخية عقدها مخبر التراث بكلية الآداب بمنوبة ومديره العميد الحبيب القزدغلي وعروض موسيقية وسينمائية في تظاهرة احتفالية نظمتها جمعيتان من العائلة اليسارية: جمعية برسبكتيف-العامل التونسي ومنتدى التجديد في العاصمة وفي عدة جهات، وقد اهتمت  بالحدث عدة صحف ووسائل اعلام مرئية ومسموعة كما  تابعها جمهور عريض من المواطنين وخصوصا من الباحثين والمناضلين السياسيين، ومن المنتظر أن تمتد هذه التظاهرات العلمية والفكرية على كامل السنة الحالية 2021.  

      ويسرنا، ك"مساريون لتصحيح المسار " أن نعبر عن تثميننا لجميع هذه التظاهرات وتحياتنا للمبادرين بها والمشاركين فيها والذين ساعدوا على تنظيمها.

    إننا، كمكونة يسارية في المشهد السياسي التونسي وريثة كل النضالات التي خاضها اليسار التونسي منذ تلك اللبنة الأولى، نغتنم هذه المناسبة للتعبير عن فخرنا واعتزازنا بانتمائنا لهذا التراث النضالي الثري ونوجه تحية إكبار لكل الذين ساهموا في بنائه وبذلوا جهودا جبارة وقدموا تضحيات جسيمة عبر الأجيال و في مختلف محطاته،  من المشاركة في الكفاح من أجل استقلال البلاد والعدالة الاجتماعية ثم في تركيز الدولة الوطنية وفي النضال من أجل الحريات الديمقراطية ضد جميع مظاهر الاستغلال والاستبداد، وصولا الى ثورة الكرامة التي نعمل اليوم على إنجاحها وتطويرها و حمايتها من كل الانحرافات.

    إنها لمناسبة لتأكيد تشبثنا بالقيم التي تشكل هوية اليسار والمتمثلة أساسا في الدفاع عن العدالة الاجتماعية وحقوق الطبقة الشغيلة والفئات الضعيفة وعن المساواة بين الجنسين وفي التمسك بالسيادة الوطنية واستقلال قرار بلادنا الوطني والسعي المتواصل للمساهمة في تحقيق مستقبل أفضل لبلادنا وشبابها وأجيالها القادمة.

     كما أننا نثمن عاليا كل الاجتهادات والمراجعات التي تم القيام بها في فترات مختلفة من أجل تأصيل هذا الفكر في التربة التونسية والابتعاد به عن الأخطاء وسوء التقدير للأولويات ومظاهر الجمود والتحجر والدغمائية والتعويل على القوالب الجاهزة ونتعهد بمواصلة تطوير النهج الوطني والعقلاني الذي تميز به العمل السياسي للحزب الشيوعي التونسي ثم حركة التجديد وحزب المسار.

    واليوم، وفي خضم الأزمة السياسية التي تعصف ببلادنا منذ أشهر عديدة، فإننا نلاحظ بكل أسف غياب يسار وازن ومؤثر على الساحة السياسية وفي مؤسسات وخصوصا في البرلمان، الأمر الذي حرمه من المساهمة  بصفة فعالة في إيجاد الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخانقة التي تعيشها بلادنا، على أساس المحافظة على مكاسب البلاد ومكاسب الثورة والسعي إلى تحقيق أهدافها.

     إننا نعتقد أن المهمة الوطنية الأساسية لليسار في هذا الظرف العصيب تتمثل في العمل على إحداث تغيير جدي في موازين القوى السياسي الحالي وهو ما يتطلب منه تكثيف جهوده لتكوين قطب وطني جامع لكافة القوى الوطنية الديمقراطية والتحديثية المؤمنة بالثورة حتى يكون قادرا على التأثير في الواقع والمساهمة في انجاح مسار الانتقال الديمقراطي المتعثر والمتردد.

  ولهذه الاعتبارات فإننا ندعو إلى أن تمثل هذه المناسبة فرصة لمكونات اليسار بتنوعها واختلاف تجاربها لكي تبذل المجهودات الضرورية لتنسيب خلافاتها والبحث عن القواسم المشتركة دون أحكام مسبقة ونعبر عن انفتاحنا على كل المبادرات في هذا الاتجاه واستعدادنا التام للمساهمة في انضاجها من أجل وضع بلادنا نهائيا في مدار الدول المتقدمة والديمقراطية والمتفتحة على قوى التقدم والعدالة والحرية في العالم".